سجل الزوار

مروا كالعطر

عدد المتواجدين حاليا

... متابعتكم شرف لنا ...

لتصفح أفضل إستخدم فايرفوكس

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
الأربعاء، 2 فبراير 2011

قصة الرجل الذي ربى دب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يحكى أن شخصاً مغامراً ، كان يوماً يسير في الغابة .. سمع صوتاً .. توقف .. المكان من حوله صامت بشكل غريب ..

أدار رأسه يمنة ويسرة ، لايرى أي شيء .. لكن في أعماقه يعلم أن ثم شيء غريب يحصل ..

سمع صوتاً مرتفعاً .. كأنما شيء يركض .. يتجه إليه ، ألصق ظهره بأقرب شجرة إليه .. ثم سحب القوس من على كتفه .. وألقمها سهماً ؛ سحب الوتر ووجهه باتجاه الجهة القادم منها ذاك الشيء الراكض ..




ثوان ثم ظهر دب ضخم ، الزبد يخرج من فمه .. ووجهه تشع منه الوحشية .. فوراً أفلت صاحبنا أصابعه لينطلق السهم بسرعة ويخترق مابين عيني الدب ، وبسرعة شخص اعتاد مثل هذه المواقف وألفها حتى أصبحت جزء أساسياً من حياته سحب سهماً آخر ، ورماه ليخترق عنق الدب .. سهم ثالث يصيب الدب في رأسه ..

ثم سحب ذاك المغامر سيفه في نفس اللحظة التي وصل فيها الدب إليه .. وقفز ليمسك بيسراه غصناً من الشجرة التي خلفه .. بعدها تركه ليسقط فوق ظهر الدب .. وفوراً غرس سيفه كاملا في عنق ذاك الدب .. أخيراً قفز مبتعداً .. وأخذ يتأمل الدب وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه .. دقيقة ثم سقط ميتاً ..

تقدم باتجاهه وسحب سيفه .. وأخذ يمسحه بورق الشجر ليزيل ماعلق به .. حينما سمع صوتاً آخر قادم .. قام فزعا وهو يصوب سلاحه تجاه القادم .. أطلق تنهدة ارتياح .. وهو يرى ديسماً – صغير الدب – قادماً .. أكمل عمله حتى غدا سيفه نظيفاً .. أراد أن يغادر .. حينما رأى ذاك الصغير يتمسح بالجثة .. ويصرخ كأنما يناديها .. عرف حينها ذاك الرجل .. أن هذا هو أبن ذاك الدب ..

من هنا بدأت القصة المعروفة جداً .. قصة الرجل الذي ربى دباً .. وذات يوم نام الرجل .. وكان بجواره الدب .. فرأى الدب ذبابة تسير على وجه الرجل .. أراد إبعادها .. ولم يجد طريقة سوى أن يهشم رأس صاحبه بحجر .. ليبعد عنه سير تلك الذبابة ..

دعونا نركز على نقطتين ..

ياترى بم كان يفكر الرجل حين أخذ الدب الصغير .. ربما كان يريد التكفير عن قتله لوالده ..

لكن ياترى حين رأى الديسم يتحول إلى دب .. حجمه أكبر من حجم الرجل ذاته .. الم يفكر بإبعاده ..!

هنا سأخبركم بم فكر ذاك الرجل .. لقد قال لنفسه ( أنا الآن مسيطر عليه تماماً ، أقول له اذهب فيذهب .. تعال فيحضر .. افعل كذا .. بمعنى آخر .. أنا من كل النواحي ممسك بزمام الأمور )

النقطة الثانية .. هل فعلاً قتل الدب الرجل بحسن نية ..؟!

على ماذا ياترى تنطبق هذه القصة ..؟

هي تنطبق على حياتنا بشكل واضح وجلي ، كثيراً مانقع في أمور سيئة .. نعلم أثرها الهادم على حياتنا .. سواء أكان أثرها مقتصراً علينا أو حتى على من حولنا ..

نحاول إقناع أنفسنا بأننا مسيطرون عليها .. بأنها طوع بناننا .. متى أردنا التخلص منها .. فسنفعل ..

أننا متى شئنا إبعادها عن مسار حياتنا .. فذاك أسهل من سهل ..

ونحن لانعلم أنها في كل يوم تسرق مساحة جديدة من أعمارنا ..

نرى الشخص الذي يتابع بعض المقاطع المسيئة إلى شخصيته .. وإلى حياته .. يفكر في أعماقه ( أنا أستطيع أن أتركها .. والدليل أني متى أردت أن أراها رأيتها ومتى أردت أن امتنع تركتها ..! ) وهو على حق .. متى أراد الامتناع امتنع .. لكن هي سيطرت على مراكز عقله حتى أصبحت هي من يتحكم بالامتناع .. وبالتالي هو لايريد الامتناع مهما كان ..!

أخرى قد وقعت في مستنقع مكالمات أو محادثات تدمر شخصيتها .. وطموحها .. تكرر نفس كلام من سبقها ( أنا محتاطة لنفسي .. أنا عارفة متى أوقف .. متى أقول لا .. )

وهنا أيضاً هي صادقة .. هي محتاطة وتعرف متى تتوقف ووقت قولها لـ لا ..

لكنها لم تعرف أن تلك الأشياء سيطرت من كل النواحي .. فتراها كل يوم تتغير .. في البداية كان احتياطها وقت التوقف على أشدهما .. ثم ترى هي أنها تبالغ .. فتخفف معاييرها قليلا .. ويستمر الأمر ..!

كلنا نواجه أموراً سيئة .. صغرت أو كبرت .. نخفيها .. نحاول أن نظهر لمن أمامنا أن البياض يغلفنا .. وأن النقاء هو حياتنا ..

وأننا لانعرف تلك الأمور ..!!

لكن ثق بأنك إن استمريت عليها فستظهر عليك .. بأي شكل من الأشكال .. وسيأتي اليوم الذي ترتفع فيه الستائر ليرى المشاهدون كواليس حياتك التي كنت تخفيها ..

إذاً كن واضحاً من البداية ..

ولاتكن كصاحب الدب .. فلن تستطيع إطلاقاً السيطرة .. قد ترى في البداية أن الأمر سهل .. يمكن كبح جماحه ..

لكن شعرت أو لم تشعر .. كل يوم يكبر ذاك الشيء .. وسيأتي يوم يلتهمك فيه إن لم تتدارك نفسك ..

إذاً .. اقتل الوحش في مهده ..

وإن كان قد كبر عندك فاعترف لنفسك أن ذاك الأمر بدأ يستحوذ عليك ..

لكن لاتستسلم له .. وابدأ بالبحث عن علاج .. 


أخوكم ومحبكم / أبـــــ سعود ــــو

0 التعليقات:

حكمتي في الحياة !!

قد تندم لحظة إذا سئلت ولكنك ستندم طول عمرك إذا لم تسأل ...

هل أعجبتك مدونتي ؟

الأكثر مشاهدة